من الزمالك إلى برشلونة.. أحمد مصطفى نموذج مصري محترف اعتزل لعب كرة القدم في سن مبكر ليشق طريقه نحو الإمارات بحثًا عن النجاح والتميز في عالم التدريب.
بدأت حكاية أحمد مصطفى مع الساحرة المستديرة في سن 8 سنوات بالانضمام إلى نادي الزمالك، ولعب داخل جدران القلعة البيضاء 10 سنوات، قبل أن يرحل إلى جولدي بحثًا عن تحدٍ جديد.
اعتزل أحمد مصطفى كرة القدم في سن مبكر، ليتجه إلى التدريب، وفي 2014 سافر إلى الإمارات ليقطع خطوة عظيمة في بداية مشواره بالانضمام إلى أكاديمية برشلونة "دبي" في 2015، ليشغل بعد ذلك العديد من المناصب، أبرزها المدير الفني لمنتخب الأكاديمية تحت سن 12 عاما (2016-2017)، ثم المدير لمنتخب تحت 13 عاما (2017-2018)، والمدير الفني لمنتخب تحت 16 عاما (2019-2020)، ورئيسا لقسم الأداء والكشافة في الأكاديمية 2021، ويتولى الآن منصب مدير الأداء الرياضي.
أحمد مصطفى تحدث لموقع "البلد سبورت" عن تجربته في أكاديمية برشلونة "دبي" وطموحاته وأحلامه، والصعوبات والتحديات التي تواجه كرة القدم المصرية.. إلى نص الحوار:
في البداية.. حدثنا عن تجربتك مع في أكاديمية برشلونة بدبي؟
أكاديمية برشلونة أثقلت خبراتي التدريبية وجعلت مني مدربًا بارعًا، إذ شهدت تفوفي كمدرب رئيسي لفرق الاختيار ورئيسًا لها، كما حققت أعلى التصنيفات في البطولات الإقليمية والدولية، لكن لا يمكنني تجاهل ما حققته من نجاح في مصر سواء في أكاديمية ليفربول بالقاهرة أو مع نادي الزمالك.
ما إنجازاتك مع أكاديمية برشلونة "دبي" هذا الموسم؟
الفوز ببطولة كأس العلم للأكاديميات ببرشلونة "Barcelona World Cup" إسبانيا تحت 16 سنة، والتتويج بدوري الأكاديميات بطولة مجلس دبي الرياضي "Dubai Sports Council, DOFA"، والفوز ببطولة مينا الدولية "Mina Cup" بدبي تحت 16 سنة، والفوز بكأس السوبر التعاون ما بين مجلس دبي الرياضي ومجلس أبو ظبي الرياضي تحت 16 سنة "Super Cup Collaboration between Dubai Sports Council and Abu Dhabi Sports Council".
ما طموحك وأهدافك على المدى القريب؟
أتوقع وأنتظر بفارغ الصبر أن أصبح واحدًا من المدربون المتميزون الذين يتعلمون باستمرار وتنفيذ أفكار واستراتيجيات جديدة في كرة القدم، هدفي هو الوصول إلى أعلى مستويات التميز في كرة القدم، على وجه الخصوص هنا في منطقة الخليج، التواجد في الإمارات العربية المتحدة بتحقيق هذه الفرصة بالنسبة لي من خلال التدريب في قطاعات الناشئين بأحد الأندية الإماراتية والوصول للتدريب بأحد منتخبات الاعمار السنية المختلفة هنا في الدولة، وأعتقد أنها بمثابة نقطة انطلاق نحو تحقيق النجاح في كرة القدم الأوروبية.
كيف ساهمت أكاديمية برشلونة في تطوير مهاراتك وقدراتك التدريبية؟
لقد تلعمت الكثير في أكاديمية برشلونة على كل الأصعدة، يمكنك القول بأنه قد تم بنائي كمدرب في أكاديمية برشلونة من خلال إعدادي فنيًا و خططيًا وتوفير المحاضرات دوريًا خلال السنة، ومقابلات دورية مع مديرين قسم تطوير الأداء بأكاديمية برشلونة بإسبانيا، إلى أن وصلت لأن اكون مدير تطوير الأداء الفني بالأكاديمية لفرق المنافسات بدبي.
هل سبق لك السفر إلى مقر برشلونة في إسبانيا في اطار عملك في أكاديمية تابعة للنادي؟
نعم، لقد كان الحدث الأهم خلال مسيرتي مع الأكاديمية وهو ترشيحي لحضور فترة معايشة بالنادي بإسبانيا لمدة 10 أيام في شهر يناير 2024 لمشاهدة الفرق هناك في لا ماسيا و التعلم من أساليب التدريب المختلفة و مشاهدة لاعبين عالميين في التدريبات مثل يامين يامال وباو كوبارسي، بجانب أيضًا الذهاب للمشاركة في بطولة كأس العالم للأكاديميات ببرشلونة سنويًا.
برشلونة أفضل نادٍ في العالم يقدم مواهب رائعة من خلال أكاديمية لامسيا.. برأيك ما الأسباب التي جعلته يتفوق على جميع أندية العالم؟
بلا شك، برشلونة هو أحد أفضل الأندية الأوروبية في تقديم المواهب الكروية عالميا، بجانب أندية أياكس وآيندهوفن الهولنديين، وبروسيا دورتموند الألماني، ولكن ما يميز نادي برشلونة الاسباني هو أكاديميته المعروفة باسم "لا ماسيا" والتي توفر لجميع اللاعبين السكن داخل أسوار النادي، والتعلم والدراسة التعليمية، بالإضافة لتثقيف اللاعبين خططيًا من خلال محاضرات تقدم من أفضل اللاعبين و المدربين العالميين، والعمل على إعداد أجيال يؤمنون بقوانين النادي وطريقة لعبه وفلسفة النادي القائمة على الاستحواذ على الكرة معظم أوقات المباراة وضد أي فريق، ومن خلال إعداد اللاعبين جيدًا ليصبحوا قادرين على فهم الرياضة وبالتالي يصبحوا مدربين عالميين بعد انتهاء مسيرتهم التدريبية مثل لويس إنريكي، وأعظم مدرب بالتاريخ بيب جوارديولا.
وبالطبع كما يعلم الجميع أن أكايمية برشلونة قدمت للعالم جيل من أعظم أجيال كرة القدم بالعالم، جيل فيكتور فالديز، و بيكيه، بويول، بوسكيتس، تشافي، إنييستا، فابريجاس، بويان كريكيتش، بيدرو، و أعظم لاعب بالعالم ميسي، بالاضافة إلى يامين يامال وباو كوبارسي وغيرهم الكثير.
ما سبب انخفاض المواهب في مصر في رأيك، وما الحلول لتقديم جيل يليق بكرة القدم المصرية مستقبلًا؟
1. ضعف البنية التحتية: نقص المرافق الرياضية المتخصصة والمدارس الرياضية التي تدعم تطوير المواهب الشابة.
2. نقص الاستثمار والدعم المالي: قلة التمويل والاستثمار في كرة القدم الشبابية، مما يؤثر على البرامج التدريبية والتطوير الفني.
3. قلة الاهتمام العام بالرياضة: نقص الثقافة الرياضية وقلة الاهتمام بتطوير المواهب الشابة في البيئة الرياضية والمجتمعية.
4. تحديات اقتصادية: الظروف المالية الصعبة في مجال الرياضة قد تقلل من فرص الدعم المالي للأندية واللاعبين الشباب.
5. نقص الخبرة الفنية: نقص المدربين والخبرات الفنية المتخصصة في توجيه وتطوير المواهب الشابة.
6. تحديات التقنيات الحديثة: عدم تبني التقنيات والممارسات الحديثة في تطوير المواهب وتحسين أدائها.
ما نصائحك للمدربين الذين يعملون في قطاعات الناشئين في مصر؟
1- التعليم والتدريب الأكاديمي: يجب على المدرب السعي للحصول على تعليم وتدريب متخصص في تدريب الناشئين، سواء من خلال الدورات الأكاديمية أو الشهادات المعترف بها في مجال تطوير المواهب الرياضية.
2- التعلم المستمر: يجب أن يكون المدرب مستعدًا للتعلم المستمر ومتابعة آخر التطورات في مجال كرة القدم وتدريب الناشئين، سواء من خلال القراءة والبحث أو حضور الندوات والورش العمل.
3- الخبرة العملية: يجب على المدرب الحصول على خبرة عملية في تدريب الناشئين، سواء من خلال العمل في أكاديميات رياضية أو العمل كمساعد مدرب في أندية كرة القدم.
4- الاهتمام بالجوانب الفنية والتكتيكية: يجب على المدرب العمل على تطوير مهارات اللاعبين الفنية والتكتيكية بشكل مستمر، وإعداد جلسات تدريبية متنوعة تستهدف تحسين أداء اللاعبين في الملعب.
5- التفرغ والانضباط: يجب على المدرب أن يكون ملتزمًا ومنضبطًا في جدول التدريبات والبرامج التطويرية، وأن يكون متفرغًا للعمل مع اللاعبين وتحقيق الأهداف المحددة.
6- الابتكار والإبداع: يجب على المدرب البحث عن طرق جديدة ومبتكرة في تدريب الناشئين، واستخدام التقنيات والأدوات المتاحة لتحسين عملية التدريب وتطوير المواهب بشكل فعال.
7- التقييم والتحليل: يجب على المدرب أن يكون قادرًا على تقييم أداء اللاعبين بشكل دقيق، وتحليل نقاط القوة والضعف، ووضع خطط تطويرية فردية تناسب احتياجات كل لاعب
من مثلك الأعلى في التدريب؟
مثلي الاعلى في التدريب بكل تأكيد هو بيب جوارديولا، ولكن هناك الكثير من المدربين الملهمين والمبدعين الذين قاموا بتغيير كرة القدم في العالم مثل الراحل العظيم يوهان كرويف، وبيلسا، وكارلو انشيلوتي، ويورجن كلوب، و الصاعد الواعد الاسباني تشابي ألونسو.
كيف رأيت قرار تعيين حسام حسن مدربًا لمنتخب مصر؟
أعتقد أنه قرار صحيح رغم أنه جاء متأخرًا، نظرا للخبرة الكبيرة التي يمتلكها العميد حسام حسن كمدرب للعديد من الأندية و المنتخب الأردني بالاضافه لسجله الهائل والعظيم كلاعب تاريخي في كرة القدم الإفريقية.
أعتقد أن حسام حسن سيعيد أشياء افتقدها منتخب مصر خلال السنوات الماضية مع اختلاف الأنظمة و الاتحادات والمدربين، و منها الانضباط واللعب بروح قتالية عظيمة، والنظام التكتيكي في الملعب، وتحفيظ بعض الجمل التكتيكية في الكرات الثابتة أو خلال اللعب، وأهم شيئ أنه لا يوجد لاعب أكبر من المنتخب، وعلى المستوى الشخصي أتمنى له التوفيق و النجاح في المباريات القادمة في تصفيات كأس العالم 2026.
أحمد مصطفى رفقة كوبارسي
أحمد مصطفى
أحمد مصطفى
أحمد مصطفى
أحمد مصطفى
أحمد مصطفى
أحمد مصطفى
أحمد مصطفى
أحمد مصطفى
